فيما لاتزال جثته في الثلاجة، ولاتزال التحقيقات جارية لمعرفة الجهة المتورطة، أكد موقع «لوريون لو جور» الفرنسي في تقرير له أن الهدف من اغتيال الناشط السياسي اللبناني لقمان سليم التخلص من جميع الأصوات المعارضة للمحور الإيراني السوري، واصفاً الاغتيال بأنه يذكر بالواقع السياسي المرير، خصوصاً أن لبنان يواجه العديد من الأزمات الوجودية المتشعبة والمتشابكة.
وأفاد الموقع بأن طريقة اغتياله لا تشبه الطريقة التي نُفذت بها عمليات الاغتيال السابقة، سواء من الناحية اللوجيستية أو التوقيع السياسي، إلا أن اغتيال لقمان سليم ينطبق عليه المنطق نفسه، حيث تتجه أصابع الاتهام نحو حزب الله، بناء على عناصر مثل مكان الاغتيال والدافع والسياق العام.
وتساءل الموقع لماذا نُفذت عملية الاغتيال الآن؟ ولماذا عادت الاغتيالات مرة أخرى في سياق يهيمن فيه الحزب الطائفي على المشهد السياسي اللبناني؟، موضحاً أن حزب الله يواجه انتقادات متزايدة من الرأي العام في لبنان منذ احتجاجات 17 أكتوبر، ولكن هذه الانتقادات لم يعد مصدرها الأصوات المعارضة أو الدوائر الليبرالية في لبنان، التي ينتمي لها لقمان سليم، بل باتت متأتية أيضا من الأوساط الموالية تقليديا للحزب وسببها هو تحالف حزب الله مع حركة أمل، وغضه الطرف عن الفساد وتحول جناحه العسكري إلى حالة عسكرية إقليمية.
وأفاد الموقع بأن المفكر المقرب من حزب الله تعرض لموجة انتقادات من قبل أنصار الحزب، بعد أن صرح في مقابلة تلفزيونية بأن الحزب بحاجة إلى أن ينأى بنفسه عن إيران، وقد أجبِر على التراجع عن هذا التصريح تحت ضغط شعبي.
وأشار الموقع إلى أن حزب الله يمر بلحظة تناقض، إذ لم يتمتع من قبل بهذا القدر من القوة في لبنان، ولكن لم تكن هيمنته موضع تشكيك مثلما هي عليه الآن.
إلى ذلك، وبحسب ما ذكره موقع «العربية»، فقد قالت أم لقمان سليم، متوجهة إلى قتلة ابنها: «ماذا استفدتم من قتله؟ كممتم صوته؟ هناك من يحاسب، هناك رب فوق الجميع وأقوى من الجميع».